الإمارات ومَثل "الصديق وقت الضيق"

الإمارات ومَثل "الصديق وقت الضيق"

2021/02/27 الساعة 01:30 م
الإمارات ومَثل "الصديق وقت الضيق"

بقلم: هاني الإمام

تستمر دولة الإمارات الشقيقة بتقديم خدماتها الإنسانية في وقت لم تكترث بعض الدول لمناشدات شعبنا بتقديم معونات إنسانية، إضافة إلى تقليصات وكالة الأونروا لمساعداتها بسبب الضغط عليها وطلب الجهات المانحة الكف عن مساعدة الفلسطينيين وحرمانهم من العيش الرغيد وأبسط حقوقهم.

مساعدة عاجلة جاءت عندما لم يقف بجانب شعبنا سوى القليل من الحكومات والجزء الأخر سارع في رفع الأيادي عن القضية والشعب المكلوم بفعل الحصار والأزمات، وما أن أغلق باباً فتح أخر بإمداد الأخوة الإماراتيين الحكومة الفلسطينية وتزويدها ألاف الجرعات لعلها تكون سبباً في شفاء فاقدي المناعة، ومن يعانون ويلات المرض الشديدة.

فعبر معبر رفح الحدودي وبمساعدة دولة الإمارات، تسلم قطاع غزة نحو 20 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي المضاد لفيروس كورونا، وتمثل هذه الكمية الدفعة الثانية من اللقاحات التي تصل إلى القطاع، حيث وصلت في الأيام الماضية عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين قطاع غزة ودولة الاحتلال، أول دفعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا قادمة من رام الله، والتي تضمنت 2000 جرعة من ذات اللقاح.

وما أن وصلت اللقاحات قطاع غزة، وضعت وزارة الصحة على سلم أولوياتها تطعيم الكوادر الطبية أولاً ثم فئات كبار السن والأمراض المزمنة، وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية كل من يزيد عمره عن 18 عاماً هو بحاجة للقاح، وبذلك تبين أن هناك 1.2 مليون شخص في غزة بحاجة للتطعيم، وعقب هذا التبرع الكريم من دولة الإمارات يرتفع عدد اللقاحات المتوفرة بالقطاع إلى 22 ألف جرعة.

ونشير إلى محاولات الاحتلال العبثية منع وعرقلة دخولها القطاع، معتبرة وزارة الصحة هذا الإجراء بالتعسفي المنافي لجميع الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، وتستمر في جهودها على قدم وساق في التواصل مع المنظمات الدولية لإدخال اللقاحات بأقصى سرعة إلى قطاع غزة، الذي ذاق الألم بفعل سنوات الحصار الإسرائيلي الـ14، وعانى نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الخطير الذي كان سيقوض فرص مواجهة تفشي الفيروس.

منع الإحتلال دخول اللقاح للقطاع هو نتاج الجلسة الخاصة بلجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، والذي أبدى خلالها رئيسها تسفي هاوزر خشيته من وصول اللقاح إلى حركة حماس، وهذا ما دفعهم نحو التفكير بشكل انتهازي وربط إدخال الجرعات بملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة، من أجل نيل رضا عائلاتهم ولكنه فشل.

ومع كل المحاولات سيبقى بجانب الفلسطينيين من أراد البقاء وسيرحل من فضل أن يقع في وحل الهاربين من تقديم يد العون والمساعدة، وتبقى دولة الإمارات الشقيقة بمثابة القشة الجميلة الذي تعلق بها أبناء شعبنا الفلسطيني الذي بح صوته وهو يصدح ويناشد حزيناً لا يعلم بأن صرخاته لا يمكن أن تسمع من به صمم.