خاص/ اليوم الاخباري
يزداد الوضع الاقتصادي في قطاع غزة المحاصر سوءاً بسبب قلة فرص العمل وعدم مقدرة المواطنين من توفير احتياجات لذويهم بل ويجدوا صعوبة بالغة في حصولهم على المساعدات التي لم تعد كما كانت عليه في السابق، الأمر الذي زاد بشكل كبير الفجوة في نسبة البطالة وارتفاع معدلات الفقر بين المواطنين.
لم يقتصر الحال على عدد محدود من المواطنين بل يصل الى أكثر من 70% من سكان قطاع غزة الذي يعانون الحروب والدمار وغطرسة الاحتلال وضعف فرص العمل والأجور المتدنية، أصبح القطاع لا يحتوي على الطبقة المتوسطة، فإما تجد الطبقة الفارهة وعددهم قليل أو تجد عموم الناس يستقرون في الطبقة السفلى والمتدنية والتي تستحق لهم المساعدات.
على غرار هذا يتمنى كل مواطن يعيش في غزة أن يتحصّل على تصريح عمل يمكنه من الدخول الى أراضينا المحتلة للعمل هناك، حيث أن العمل في الداخل المحتل يساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطن ويجعله يتحصّل على عائد مادي كبير أضعاف ما يحصل عليه في غزة، رغم فترة العمل تكون مؤقته إلا أن الانجاز والفائدة التي يستفيد منها المواطن الغزي لو أمضى مثلا سنوات كبيرة لم ولن يستفيد مثل ما هو موجود لدى الاحتلال.
وبدأت حالة من التنفس بعد الكتم الشديد لأنفاس عمال قطاع غزة بعدما بدأوا يحصلون على تصاريح العمل في داخل الأراضي المحتلة بعدما ذاقوا المر الشديد نتيجة انعدام فرص العمل وتدني أجور العاملين في غزة في ظل استمرار الحصار الاسرائيلي على القطاع الذي لا زال مستمر الى الان.
وفي مشهد يلفت الانتباه، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطن غزّي "أبو ايهاب" يطلب مما سمّاه "شلومو" ويقصد في ذلك سلطات الاحتلال الاسرائيلي المسؤولة عن ملف التصاريح، حيث كان يطلب تصريح عمل والحصول على فرصته في ذلك، من أجل تحسين الأوضاع المعيشية وليتمكن من توفير الاحتياجات لأفراد عائلته، ولسان حال أبو ايهاب هو لسا حال جميع العمال والمكلومين في غزة الذين يراقبون هواتفهم ومواقع الاستعلام بشكل يومي دون كلل من أجل تحقيق ما تمنّون.
وتطلّب العمل في الداخل المحتل إلى إذن من الاحتلال يتم من خلاله امتلاك العامل الفلسطيني تصريح عمل يأتي بموجب موافقة الاحتلال عليه للدخول الى أراضينا المحتلة من أجل العمل هناك، وهذا التصريح يمثّل بطاقة العبور الأساسية التي يتمنى أن يحصل عليها كل عامل في غزة وذلك بسبب العائد المادي الذي يحصل عليه والتي تعتبر أضعاف ما يحصل عليه العامل في غزة.
وبلجأ العمال للعمل في الداخل المحتل بسبب وفرة فرص العمل وارتفاع أجور العمال مقارنة مع مستوى خط الفقر سواء في الضفة الغربية أو عند الاحتلال، حيث تتراوح الأجور اليومية للعامل في الداخل ما بين 300 إلى 400 شيكل، فيما لا تتجاوز أجرته في غزة 50 شيكلا، هذا يدفع الجميع للحصول على تصيح العمل من أجل الخروج من الأزمات التي يعيشها، كذلك نتمنى أن يكون هناك دعم من حركة حماس من أجل الوصول الى تفاهمات تدفع بالسير نحو زيادة عدد العمال لضمان القضاء على البطالة وانعاش الاقتصادي الوطني وبإنعاش مواطنيه .
ويفرض الاحتلال الاسرائيلي منذ سيطرة "حماس" على غزة منتصف عام 2007، حصارا مشددا، تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية لما يزيد عن مليوني فلسطيني، الأمر الذي فاقم الأزمات وزاد من أعداد البطالة في فلسطين عموماً وغزة على وجه الخصوص، لكن السؤال هل ستستمر سلطات الاحتلال في زيادة أعداد العاملين من غزة واستقطابهم للعمل في الداخل؟ هذا الأمر الملاحظ من قبل الاحتلال أن زيادة اعداد العمال يجعل الوضع في غزة أكثر استقراراً بعيداً عن أي تصعيدات ويحافظ على الهدوء بعيداً عن التواتر.