تعرف على أسطورة الرياضة عبد السلام هنية

تعرف على أسطورة الرياضة عبد السلام هنية

2021/03/08 الساعة 10:59 ص
تعرف على أسطورة الرياضة عبد السلام هنية

بقلم: هاني الإمام

يمكن وصف الرياضة في العالم على أنها مجهود جسدي عادي أو مهارة تُمَارَس بموجب قواعد مُتفق عليها بهدف الترفيه أو المنافَسة أو المُتعة أو التميز أو تطوير المهارات أو تقوية الثقة بالنفس أو الجسد، أما في قطاع غزة المحاصر تختلف كافة المعاني والأوصاف فهي الحياة والروح والمتنفس الوحيد لأبناء شعبنا، عندما يريدون الهرب من واقع أليم نحو وسيلة ترفه عنهم وتخفف ألامهم وفي ذات الوقت تعزز من الصحة البدنية، لعلها تكون مصدر قوة في مواجهة الاحتلال.

ولكن ما نعرفه عن الواقع الرياضي بغزة ما هو مؤلم وحزين ويجعل العالم ينظر لنا بشفقة وحزن لما نفتقده من إمكانيات وملاعب رياضية مؤهلة لممارسة كافة أنواع الرياضة عليها، وهذا ما أراد الاحتلال الوصول إليه تجويع الشعب الفلسطيني وإضعاف وضعه الاقتصادي ودون اقتصاد لا مستقبل رياضي ولا حياة في القطاع.

وهذا الحال استمر لسنوات طويلة ما أن ظهر لنا ما يعرف براعي الرياضة الأول في فلسطين، قد لا يعرفه البعض ولكن أخرون يعرفونه بقدر حبهم للألعاب الرياضية وهو عبد السلام هنية، من نجح في سد باب العرقلة الاحتلاليه وإثبات بأن غزة الأقدر في مواكبة الملاعب الحديثة وفي تنمية مهارات ومواهب أبناءها بكل قوتها, وفي مواجهة كل محاولات طمس المستقبل الرياضي ودفنه لأنه أساس العمل الوطني والرياضي الفلسطيني.

إنجازات ضخمة

نجح هنية بفضل جهوده في جلب مشاريع لدعم البنية التحتية الرياضية، فتنوعت بين العربية والدولية، فكان الدعم القطري الدائم منذ 10 سنوات، وكان الدعم السعودي، كونه عاش بين ثنايا الرياضة وتفاصيلها منذ نعومة أظافره حتى أصبح اليوم رجل الرياضة الأول ليس في غزة فحسب، بل في كل فلسطين، سواء من خلال حصوله على لقب شخصية العام أكثر من مرة، أو من خلال بصماته التي تركها على الساحة الرياضية.

كما حظي بدعم كبير من كل الشخصيات الرياضية والاعتبارية التي رأت فيه الرجل المناسب لخدمة الرياضة الفلسطينية، فساهمت في نجاحه في جلب المشاريع، ومن بينهم باسل ناصر، المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وغيره ممن اعتبروا هنية هدية للرياضة الفلسطينية عامة ولغزة خاصة.

هذا وتعاملت كل القيادات الرياضية في غزة من رؤساء أندية واتحادات مع هنية على أنه أحد جناحي الرياضة التي توقفت فترة بسبب الفصل المظلم من الانقسام وحالة التشرذم الفلسطينية قبل أن تعود بمجهوده وعلاقاته للسير من جديد في ظل توافق رياضي سبق التوافق السياسي.

يراه البعض بالمنقذ

لاقى هنية مكانة كبيرة في قلوب كل من أحب الرياضة، الذين وجدوا فيه المنقذ والمُخلص والداعم في ظل كل الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها قطاع غزة، وحالة المؤامرات، حيث يعترف البعض بأنه لولا وجوده على الساحة الرياضية، لعاد الجميع الى نقطة الصفر في العالم الرياضي.

وعاش كل من هو في قطاع غزة شعوراً مزدوجاً خلال الأعوام السابقة بداية منذ عام 2008 وحتى يومنا هذا، فقد كانت الفرحة تتوغل في قلوبنا بالنهضة الكروية، الأمر الذي جعلك عندما تهم للكتابة عن إنجازات شخص وهب نفسه لخدمة وطنه تجد نفسك عاجزاً عن الكتابة لأن الفعل أكبر من كل الكلمات والمعاني.

ولم تكن الاستفتاءات والتصويت الجماهيري لهنية من باب المجاملة، فلا مجاملة على الساحة الرياضية، فهي ساحة نظيفة تعرف قيمة كل من يُكرس كل وقته وحياته لخدمتها وهو ما فعله عبد السلام على مدار ما يزيد على 10 أعوام أنجز فيها ما لم يكن ليتم إنجازه لولا وجوده واهتمامه وتلقيه الدعم المعنوي من والده الرياضي الكبير رئيس الوزراء السابق، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، من أجل خدمة شعبه ورياضته.

دعم الرياضيين

على مدار السنوات العشر الماضية ساهم هنية من خلال شبكة علاقاته مع قيادات وشخصيات رياضية عربية ودولية، بتوفير مشاريع بنية تحتية لملاعب كبيرة وملاعب صغيرة وصالات مغلقة ومكافآت مالية للأبطال في مختلف البطولات، بقيمة 10 ملايين دولار، في وقت عانت فيه غزة من التهميش الرسمي.

كما عمل على توفير مكافأة مالية لأبطال الدوريات في مختلف البطولات بقيمة مليون دولار تقريباً، ناهيك عن مساهمته في مشاركة وفود رياضية فلسطينية في رحلات إلى الدول العربية وبالتحديد قطر، إلى جانب رحلات العمرة لعدد 150 رياضيا، والعرس الرياضي.

وكان له دورا بارزا في إيفاد عدد كبير من الكادر الرياضي للتدريب والتأهيل خارج فلسطين على مستوى المدربين والإعلاميين، ومساهمته في تغطية مشاركات فرق فلسطينية في بطولات النرويج وجنوب إفريقيا، وتكريم عوائل الشهداء بعد حرب 2014، ومساهمته في طباعة الموسوعة الرياضية للإعلامي أسامة فلفل، ومساعدة بعض عائلات الرياضيين المنكوبين جراء السيول والأمطار.

وعود تركية

تلقى هنية وعداً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتمويل مشروع إنشاء ستاد كبير في غزة يتسع لـ30 ألف متفرج بقيمة 10 ملايين دولار، حيث تم تخصيص الأرض والمخططات، إلى جانب وعد قطري بتوفير 5 ملايين دولار لإنشاء ملعب جديد في غزة.

ومع ذلك لا يمكن لنا إنكار جهود راعي الرياضة الأول في إنشاء مؤسسة أمواج الإعلامية الرياضية (تلفزيون وإذاعة وصحيفة وموقع إلكتروني) بقيمة نصف مليون دولار من أجل خدمة الأسرة الرياضية، هنا يجب على الجميع تكريم هذا الشخص بشكل يليق بانجازاته وما قدمه على مدار الأعوام السابقة في خدمة الرياضيين لا أن ننتقده.