القطاع الصحي وفترته النْرّجسية بغزة

القطاع الصحي وفترته النْرّجسية بغزة

2021/03/22 الساعة 04:33 م
القطاع الصحي وفترته النْرّجسية بغزة

اليوم الإخبــاري- هاني الإمام

لا يمكن القول أن قطاع غزة عاش أيامًا عصيبًة فقط على مدار 14 عامًا من استفحال الانقسام والخلافات الداخلية الفلسطينية على مناحي الحياة وإلحاق الأذى بها، وإنما شهد فترةً نَرّجسية منذ عام 2006 وحتى 2021، تتميز بمرحلة التطور والتوسع في تقديم الخدمات الصحية للفلسطينيين القاطنين في القطاع المحاصر الذي يضم أكثر من 2 مليون مواطن لم يتبقى له سوى صحته لكي يحافظ عليها.

وعلى الرغم من أن النظام الصحي في الأرض الفلسطينية المحتلة يعمل تحت ضغط شديد بسبب آثار الاحتلال، والحصار، والنمو السكاني السريع، وانعدام الموارد المالية الكافية والنقص في الإمدادات الأساسية، إلا أن القطاعات الصحية لم تلتفت لما يفتعله المحتل من مشاكل وأزمات ومحاولات عرقلة عبثية، وبقيت أملًا للمرضى والجرحى والمصابين.

وبالمنطلق هذا، سعت وزارة الصحة الفلسطينية وكافة الداعمين بكل قوتهم ومدخراتهم لإنشاء أكبر عدد من المشافي والمختبرات المركزية في مختلف أرجاء قطاع غزة لتغطي احتياجاته كاملة، بشكل يعزز من جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، ويحدث نقلات نوعية على صعيد كافة القطاعات الخدماتية.

مستشفى عبد العزيز الرنتيسي

من منا لا يعرفه مستشفى ضخم للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة، تم إنشاءه في مدينة غزة، وأصبح جاهزاً كمبنى عام 2006م، وبدأ مرحلة التشغيل الأولى في 11 نوفمبر 2007م، بافتتاح رسمي في 23/4/2008م، بسعة 45 سرير والطاقة الكاملة 100سرير عند التشغيل الكامل.

ويتكون من طابقين وعلى مساحة 2500م2 بالإضافة إلى طابق ارضي، ويقوم بتقديم الخدمات الطبية كمستشفى تحويلي من كافة مناطق قطاع غزة بحيث يغطي شريحة الأطفال البالغ تعدادهم 600 ألف نسمة، وفق أخر إحصائية.

كما ويضم عدة أقسام متخصصة في أمراض الجهاز الهضمي، الصدرية، الكلى، الأعصاب، القلب، الغدد الصماء، أمراض الدم والأورام، بالإضافة إلى العناية المركزة، الطوارئ، العيادات الخارجية، المناظير، المختبر وبنك الدم، الصيدلية، الأشعة والعلاج الطبيعي، وعمل المستشفى لا يقتصر فقط على تقديم العلاج الطبي وتطبيب المصابين، بل يمتد إلى تثقيف وتوعية المواطنين بكل ما هو مستجد ولعل أبرزه هذه الفترة فيروس كورونا ومخاطره

مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي

يعتبر المجمع التخصصي الوحيد للنساء والولادة في مدينة رفح وتم إنشاءه عام 2009 بتبرع إمارتي سخي، ويضم عدة أقسام وهي: الاستقبال والطوارئ، العيادة الخارجية، قسمي أ و ب، الحضانة ، قسم العمليات، المختبر، الصيدلية، الأشعة والأقسام الإدارية، ويعمل بداخله العديد من الكوادر الطبية والإدارية والتمريضية والفنية المتميزة.

هذا وحصد المرتبة الأولى في تقييم أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف على مستوى تسع مستشفيات في الأراضي الفلسطينية كمستشفى صديق للطفولة، بالإضافة إلى حصادها المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة في تصنيف منظمة الصحة العالمية كأفضل مستشفى للولادة الآمنة في قطاع غزة.

مستشفى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني

وجه سمو الأمير الوالد الشيخ حمد آل ثاني اللجنة القطرية عام 2016 بإنشاء مستشفى متخصص بتركيب الأطراف الصناعية والتأهيل في قطاع غزة، ليستكمل "صندوق قطر للتنمية مسيرة العطاء ويقوم بتشغيل المستشفى الذي تم افتتاحه في 22 ابريل من العام 2019م".

ويهدف إلى تقديم خدمات التأهيل للمرضى من ذوي الإعاقات الحركية والإدراكية والسمعية لتطوير قدراتهم وإمكانياتهم بهدف استعادة استقلاليتهم في الأنشطة الحياتية وإعادة اندماجهم في المجتمع بشكل فعال، بما يحترم كرامة كل مريض وقيمه الثقافية في إطار آمن.

وخدماته تتنوع ما بين التأهيل الطبي وتشمل: طب التأهيل والأعصاب، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج مشاكل النطق والبلع وتأهيل أطفال، وما بين خدمات الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، إضافة للخدمات السمعية.

مستشفى الصداقة التركي

أثمرت زيارة وفد من الجامعة الإسلامية في غزة إلى تركيا في عام 2010، ولقاءها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى البدء بإنشاء مستشفى تخصصي في قطاع غزة بواسطة وكالة التعاون والتنسيق التركية، حيث بدأت أعمال البناء في عام 2011 على أرض في حرم الجامعة الإسلامية قرب بلدة الزهراء، كانت مستوطنة نتساريم مقامة عليها.

وفي عام 2017، انتهت أعمال بناءه، حيث يتكون من ست طبقات بمساحة بلغت نحو 34,800 مترًا مربعًا. بلغت تكلفة بناءه نحو 40 مليون دولار، و10 مليون دولار تكاليف تجهيزه من معدات وأجهزة وأدوات.

وقبل عام من اليوم تحديدًا في 26 مارس 2020، أعلنت الجامعة، أنها قد تسلمت مستشفى الصداقة بعد تواصلها مع الحكومة التركية ووكالة التعاون والتنسيق التركية ليتم الاستفادة منه لخدمة الظروف الطارئة الناتجة عن جائحة فيروس كورونا في فلسطين 2020، وأنها تضع المستشفى بكامل إمكاناته وتجهيزاته تحت تصرف وزارة الصحة في غزة.

ويحتوي مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني على ثمانية مبان بداخلها 180 سريرًا طبيًا، وعدد من الأقسام وهي: الطوارئ، العمليات والمناظير، النسائية والتوليد، الأطفال، الحضانة، الأشعة، المختبرات وبنك الدم، الصيدلية، الطب الشرعي، وأقسام للمبيت وأخرى للكلى والعناية المركزة، كما سيوفر خدمات للسرطان وأمراض القلب، وتستمر الجهود.