مستشفى حمد بن جاسم.. نتاج المجتهدين

مستشفى حمد بن جاسم.. نتاج المجتهدين

2021/03/23 الساعة 12:52 م
حمد بن

خاص اليوم الإخباري

لم يتوقع أن يكون هاشتاج "رفح بحاجة لمستشفى" ذا صدى كبير يسمع الجميع بصرخات وألام مدينة لا يقل عدد ساكنيها عن غزة وأي محافظة أخرى تتمتع بكثرة المرافق الصحية والمجهزة على مستوى عال من الأدوات والأجهزة الطبية.  

أعوام كثيرة خرجت خلالها حملات شبابية ومجتمعية، تطالب الجهات الرسمية والدول المانحة بسرعة بناء مستشفى في مدينة رفح، نظرا لحاجة المدينة لمستشفى يخدم سكانها، لاسيما في حالات الحرب والعدوان على قطاع غزة.

وتصديقُا لجملة "لا يضيع تعب مجتهد" جاء التمويل القطري بعد سنوات من العذاب والعجز الطبي، ليحقق أحلام أهل المدينة بإنشاء مستشفى أطلق عليه مسمى "حمد بن جاسم، وزير الخارجية القطري".

وطيلة السنوات الماضية، خاصة بعد شن الاحتلال الإسرائيلي الكثير من الحروب، شهد أبناء شعبنا في مدينة رفح سواد الحياة، بسبب صعوبة الوصول إلى المستشفيات في خان يونس، نظرا لفصلها من قبل قوات الاحتلال عن المدن المجاورة.

مساعي قطر

خلال حفل أقيم على الأرض المخصصة لبناء المستشفى، قام السفير القطري محمد العمادي وبرفقة وزارة الصحة بوضع حجر الأساس لبناء المستشفى، وعقب ذلك أكد أن دولة قطر تأمل من خلال إنجاز هذا المشروع تعزيز المنظومة الصحية في محافظة رفح وضمان استمرارية تقديم وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى.

السفير العمادي أشار إلى أن هذا المشروع يعدّ الأول من نوعه في محافظة رفح. وأوضح سعادته أنه من المقرر أن يُقام المشروع على أرض بمساحة 50 دونما.

وأضاف أنه سيشمل مبانٍ ومرافق متعددة بتخصصات مختلفة، أهمها الجراحة والباطنة والكلى وغيرها، بالإضافة للعيادات الخارجية، بسعة إجمالية 355 سريرا، ليتم من خلاله تقديم العديد من الخدمات النوعية والمميزة لجميع المرضى.

حملة مارثونية

مدير مستشفى أبو يوسف النجار برفح، ومتبع مشروع المستشفى من طرف وزارة الصحة، عاطف الحوت كشف عن تفاصيل المستشفى الذي خصصّ له 24 مليون دولار بتبرع من وزير الخارجية السابق جاسم بن حمد.

ولفت إلى أن عملية جلب التمويل بدأت منذ عام 2008، مع الحرب الأولى وافتقار محافظة رفح لمستشفى مؤهل قادر على التعامل مع الحالات، ثم اشتدت الحملة مع عدوان 2014، ورفع الشعب الفلسطيني صوته عاليا بضرورة بناء مستشفى في رفح.

الحوت أوضح أنّ الجهود نتجت عنها تجهيز الخرائط، وبدأت بإنشاء قسم الطوارئ بتكلفة 5 ملايين دولار، قبل أن يجري جلب التمويل القطري.

وفي شهر ديسمبر من العام الماضي، بدأت الوزارة بحملة "مارثونية" لتجهيز المخططات، وعملت ساعات طويلة للوصول لهذا الإنجاز.

ونوه الحوت إلى أنه بعدما وضع حجر الأساس، تم البدء في عملية البناء مع المقاول الذي سيتم ترسية المناقصة عليه، متوقعا أنه في حال استمرت عملية البناء دون معوقات، أن يتم إنجاز بناء المستشفى خلال 3 سنوات.

الشح الطبي

قال مدير عام الهندسة والصيانة بوزارة الصحة بغزة م. بسام الحمادين، إن المشافي الحالية مثل مستشفى "النجار" و"الإماراتي" لا يوجد بها عناية مركزة ولا يوجد خدمات تخصصية، وسعتها السريرية محدودة لا تزيد عن 65 سريرا، وذلك لا يكفي السكان البالغ عددهم نحو 250 ألف نسمة.

وأوضح أن المستشفى مكون من ست مباني ضخمة، في المرحلة الأولى سيتم إنشاء أربع مباني منها، وهي مبنى الإدارة والعيادات الخارجية، ومبنى الطوارئ والعمليات ومبيت الجراحة، ومبنى الخدمات التشخيصية والعنايات والمبيت باطنة، ومبنى الكلى، ولاحقا سيتم إنشاء مبنى الولادة والأطفال، ومبنى خاص بالعلاج الطبيعي والمختبرات.

وأشار الحمادين إلى أن إنشاء الأقسام وتشطيبها سيكون وفقا للمواصفات العالمية، قائلا: "السعة السريرية لقسم الطوارئ ستكون كبيرة، وستصل السعة السريرية في أقسام المبيت إلى 300 سرير".