خــاص/ اليــوم الإخبـاري
لم يزل خطر فايروس كورونا يهدد الحياة في قطاع غزة، ويرسل انذارات بطرق مختلفة لعموم الناس الا ان لغة الاستهتار واللامبالاة في بعض الأوقات تسبب الانتشار الأوسع على الاطلاق بين الناس وهذا أمر مقلق للغاية.
لم تعد غزة تكتفي بالطفرة الأولى من فايروس كورونا المستجد انما كانت تمثل البيئة المناسبة من أجل تكاثر الفايروس وتطوره وانتشار الطفرات الجديدة منه، حيث أن الالتفاف وراء شائعات القدرة على التكيف مع الفايروس هو أمر طبيعي هو السبب الأساسي في عدم اكتراث الناس لما يجري، لكن يبدوا ان عموم الشعب لم يكن يعلم ان التعايش مع الفايروس يحتاج لإجراءات احترازية للحد من انتشاره بل والقضاء عليه مهما تطورت منه طفرات.
دائما الاستهتار بالشيء يجعله يتمكن منك ويتغلب عليك، وعدم القراءة والالمام والمعرفة بالعدو تكون الهزيمة حليفك الدائم ويكون هو الطرف المنتصر، نعم انه عدو خفي أصعب من العدو المرئي، لكن الحكومة في غزة كانت دائما ما تراهن على وعي الشعب والنتيجة تأتي على العكس تماماً !
من المؤسف أن ترى الاحصائيات التي تصدر كل يوم في تزايد ، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، عن أحدث إحصائية لأعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في كل محافظات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية والتي وصلت الى 10 وفيات و1425 إصابة بفيروس كورونا و1000 حالة تعافٍ من الفيروس، بعد فحص 4762 عينة، في حين أن النسبة كانت أقل بكثير في الأيام السابقة ولم يكن أعداد الوفيات هكذا.
المقلق في الأمر أننا في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة على وجه الخصوص مقبلين في الأيام القادمة على عرس ديموقراطي كبير وهو الانتخابات الفلسطينية التي انقطع عنها الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن 15 عاماً، وسهم الاصابات والوفيات في ارتفاع متزايد قبل الانتخابات؟
لا شك أن الحكومة في غزة دائماً ما تكثف جهودها في محاصرة الفايروس من الانتشار، وتصدر التعليمات على مدار الساعة وتنشر الوعي بين الناس من أجل اتباع التعليمات والاهتمام بأخذ الاجراءات الاحترازية وتحقيق التباعد ومتابعة الأماكن العامة التي تعتبر بؤرة تفشي الفايروس.
ورغم تقديم السلطة الفلسطينية في رام الله العديد من الجرعات للتطعيم ضد فايروس كورونا إلا أن هناك فئة كبيرة من المجتمع حائرة في الأمر ما بين أخذ اللقاح أم لا، رغم أن الحكومة في غزة داعمة لأن يأخذ الجميع اللقاح وتوفر اللقاح ضد فايروس كورونا في كثير من الأماكن الطبية التابعة لها موجهة دعواتها لكبار السن حفاظا على سلامتهم.
حيث بيّنت وزارة الصحة في غزة أن 32473 شخصًا تلقوا اللقاح حتى اليوم، فيما وصل إلى القطاع 81600 جرعة لقاح، تكفي 40800 شخص.
نأمل أن نتحصل في قطاع غزة على الكميات الكافية من التطعيمات ضد وباء كورونا وأن يكون شاملاُ لكافة فئات المجتمع كباراً وصغاراً من أجل الحد من انتشار الوباء وحفاظا على سلامتنا، حتى لا تتمترس المعاناة أكثر وتزيد من معاناتنا الأزلية.