بين الأمل والعمل !

بين الأمل والعمل !

2021/10/20 الساعة 02:55 م
بين الأمل والعمل !

خاص/ اليوم الاخباري
يعيش العامل في قطاع غزة على أملٍ كبير حينما يتعلق الأمر في اصدار تصريح عمل له في أراضينا المحتلة بعد سماح الاحتلال له بالدخول الى هناك، حيث أن فرص العمل تبدو متاحة أكثر بكثير من هنا في البقعة المحاصرة التي لا تبدو عليها سمات الانفراجة او الحل في وقتنا الحالي.

تصريح العمل هو تصريح يمنحه الاحتلال الاسرائيلي لبعض المواطنين الذين ليس لديهم أي مخالفات من وجهة نظرهم ولم ينتمون الى أي من فصائل المقاومة ولا يوجد لهم علاقة تربطهم بها لا من قريب أو بعيد، حيث يمكنهم التصريح من العمل داخل الخط الأخضر، والذي هو بالأصل أراضينا المحتلة التي تقع تحت سيطرة الاحتلال، بعد الحصول عليه من دائرة الشؤون المدنية في غزة التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية .

ويعتبر تصريح العمل بمثابة "بطاقة العبور" التي تمكّن العمال والتجار الدخول الى الأراضي المحتلة عبر معبر بيت حانون، ويقع معبر بيت حانون أو معبر " ايرز" في أقصى شمال قطاع غزة بين غزة والاحتلال الاسرائيلي، وهو مخصص للمشاة والحمولات وهو تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويستخدم حالياً لنقل المرضى والمصابين للعلاج في الأردن أو إسرائيل أو الضفة الغربية، أيضاً يعبر من خلاله الدبلوماسيين والبعثات الاجنبية والصحفيين والعمال والتجار الفلسطينيين وغيرهم.


ويتقاضى العامل الذي يعمل داخل الخط الأخضر أجراً أعلى بكثير من الأجر الذي يتقاضاه في فلسطين ويرجع ذلك الى مستوى المعيشة المرتفع الذي تعيشه دولة الاحتلال مقارنة مع بلادنا التي تعاني من أشد الخناق بفعل الحصار.

مؤخراً اعلنت وزارة الشؤون المدنية في قطاع غزة عن بدء استقبالها لطلبات العمال بغرض الحصول على تصريح عمل داخل الخط الأخضر والضفة الغربية بعد موافقة الاحتلال الإسرائيلي على منح عدد 2600 تصريح عمل جديد موزعة على محافظات قطاع غزة، شكل هذا الاعلان بصيص أمل كبير لكافة العمال الذين يعيشون في غزة بعد انقطاع طويل لسنوات من انتظارهم لتلك اللحظة رغم عدم ضمان حصولهم على الفرصة لكنهم أصروا على تقديم الطلبات ثقةً في الأمل وحبّاً في العمل .

في الحقيقة ليس من السهل أن تكون جزءاً من الأيدي العاملة التي تساعد الاحتلال على البناء والتقدم والتطور، وليس من السهل أبداً أن تعمل في البلاد التي من المفترض ان نكون جزءا منها لكن مرارة العيش في غزة جعلت الجميع على أهبة الاستعداد للعمل هناك في سبيل الحصول على فرصة أفضل بمرتب أفضل يجعله قادر على توفير أساسياته واحتياجاته.

الضامن الوحيد لتلك الفرصة هو استمرار الهدوء وعدم الانجرار الى أي تصعيدات اخرى، حيث أن الاحتلال حينما يجد الالتزام يقدم التسهيلات للقطاع، وهذا ايضاً ما تسعى اليه الفصائل الفلسطينية وحكومة غزة المحافظة على الهدوء مقابل التزام الاحتلال بالاتفاقيات دون خرقها .

الجميع يعرف مدى أهمية الهدوء السائد في المنطقة وانعكاساته على الوضع المعيشي في غزة ودولة الاحتلال، اليوم لم يعد التصعيد يسير في صالح أحد، فالدمار الذي تخلفه الحروب أكبر بكثير مما تجنيه الحروب من نتائج وتحقيق الأهداف وما تتركه من أثر سيء لدى المواطنين.

ختاما، في ظل استمرار الحصار الاسرائيلي على غزة وصعوبة الوضع الاقتصادي الذي لحق بالمؤسسات والأفراد وتبعاته السلبية لا بد من الالتزام بالهدوء حتى تعم الفائدة على الجميع، على الأقل في الوقت الذي لا تستطيع فيه حكومة غزة من توفير فرص العمل للمواطنين بسبب قلة الامكانيات يجب ان تُبقي الأمل موجود عند المواطنين علّهم يحصلون على فرصة للعمل وتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة الذين يعيشونها.